كيفية التعامل مع الفاسق الموالي !


 روى الشيخ الطوسي رضي الله عنه بالأسانيد المفصّلة عن رجل قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام الرجل من مواليكم عاق يشرب الخمر، ويرتكب الموبق من الذنب نتبرّأ منه؟ فقال: تبرّؤوا من فعله ولاتتبرّؤوا من خيره، [أحبّوه] وأبغضوا عمله

فقلت: يتّسع لنا أن نقول: فاسق فاجر؟ فقال: لا، الفاسق الفاجر، الكافر، الجاحد لنا ولولايتنا. أبي اللَّه أن يكون وليّنا فاسقاً فاجراً، وإن عمل ما عمل ولكنّكم قولوا: فاسق العمل فاجر العمل، مؤمن النفس خبيث الفعل طيّب الروح والبدن.
لا واللَّه لايخرج وليّنا من الدنيا إلّا واللَّه ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ونحن عنه راضون يحشره اللَّه تعالى على ما فيه من الذنوب مبيضّاً وجهه، مستورة عورته، آمنة روعته لا خوف عليه ولا حزن، وذلك أنّه لايخرج من الدنيا حتّى يصفّى من الذنوب، إمّا بمصيبة في مال أو نفس أو ولد أو مرض، وأدنى ما يصنع بوليّنا أن يريه اللَّه رؤيا مهولة فيصبح حزيناً لما رآه، فيكون ذلك كفّارة له، أو خوفاً يرد عليه من أهل دولة الباطل، او يشدّد عليه عند الموت، فيلقى اللَّه عزّوجلّ طاهراً من الذنوب آمنة روعته بمحمّد صلى الله عليه وآله وسلم وأميرالمؤمنين عليه السلام.
ثمّ يكون أمامه أحد الأمرين: رحمة اللَّه الواسعة الّتي هي أوسع من أهل الأرض جميعاً، أو شفاعة محمّد صلى الله عليه وآله وسلم وعليّ أميرالمؤمنين عليه السلام فإذا أخطأته رحمة اللَّه أدركته شفاعة نبيّه وأميرالمؤمنين [وسلام ملائكته] فعندها تصيبه الرحمة الواسعة وكان أحقّ بها وأهلها وله إحسانها وفضلها...

من كتاب القطرة في مناقب النبي والعترة . ج 1

تعليقات

المنشورات المهمة